للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة مريم [١٩: ٦١]

{جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}:

{جَنَّاتِ عَدْنٍ}: وعدن: تعني: الإقامة الدّائمة الأبدية؛ أي: بعكس جنات الدّنيا الزّائلة الفانية.

{الَّتِى وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ}: وعد الرّحمن: الوعد المطلق في القرآن يحمل معنى الخير والشّيء السّار، وقال: وعد الرّحمن، بدلاً من وعد الله؛ ليخبرهم أنّ دخولهم الجنة هي من رحمته بهم؛ فهو الرّحمن الرّحيم.

{عِبَادَهُ}: المؤمنين.

{بِالْغَيْبِ}: وعدهم إياها وهم لم يروها.

{إِنَّهُ}: للتوكيد.

{كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}: واقعاً لا شك فيه، ولا محالة، والوعد: هو جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بها بالغيب، وعد فيه التكريم والتشريف؛ لأنه من الغني الكريم.

{مَأْتِيًّا}: أي: آتياً، ومأتياً: اسم مفعول من فعل: أتى، ورغم أنّه سيأتي في المستقبل، جاء بصيغة الماضي الّتي تدل كأنه حدث، وكلّ الأزمنة عند الله سواء كانت في الماضي، والحاضر، أو المستقبل تمثّل زمناً واحداً، ومأتيّاً: مشتقة من: أتى، وأتى تحمل معنى السّهولة في المجيء؛ أي: آتٍ بسهولة، والمأتي يعني كذلك: الذي يأتيه الناس فهو شبه الوعد بمكان يأتيه الطائعون كي يحصلوا عليه.