{وَمَا لَكُمْ}: الواو: عاطفة. ما: اسم استفهام إنكاري ينكر عليهم قعودهم عن الجهاد، ويحثهم عليه؛ لإنقاذ المستضعفين من الرجال، والولدان، والنساء من الكفر.
{لَا تُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ}: لا: النافية لنفي الأعذار على عدم القتال في سبيل الله، وإعلاء كلمة الله، وإنقاذ المستضعفين.
{مِنَ}: ابتدائية بعضية؛ تعني: بعض الرجال.
{مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ}: الذين يعذَّبون من أجل دِينهم، ويُمنعُون من الهجرة، والحركة.
ولماذا وصفهم بالرجال المستضعفين، وقال: من الرجال؛ أيْ: بعض الرجال، وليس كل الرجال، والرجال مفروض فيهم القوة، ولكن وصفهم بالضعف؛ لأنهم في ظرف خاص (كونهم محاصرين، وقلة، وفقراء، ولا يسمح لهم بالهجرة)، أو الشيوخ.
{الَّذِينَ يَقُولُونَ}: أيْ: يجأرون بالدعاء: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}: أيْ: لكونهم عاجزين عن الهجرة، وفقدوا الناصر والمعين، والذين يقولون من شدة العذاب والحصار: ربنا أخرجنا من هذه القرية (أيْ: مكة).
{الظَّالِمِ أَهْلُهَا}: أي: التي أشرك أهلها وظلموا العباد.
{وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا}: اجعل لنا من يتولى أمورنا، ويقدم لنا المساعدة المادية والمعنوية، واجعل لنا من لدنك نصيراً؛ يحمينا وينصرنا على هؤلاء المشركين، وتكرار:{وَاجْعَل لَنَا}: للتوكيد، وفصل الولاية عن النصرة، أو كليهما معاً.
وهذه الآية تشير إلى وجوب تخليص الأسرى من المؤمنين بالقتال، أو الفدية؛ أي: الفداء، والدفاع عنهم ونصرتهم.