المناسبة: إذن لا رجعة إلى الدّنيا فذوقوا العذاب بما نسيتم لقاء يومكم هذا.
{فَذُوقُوا}: الفاء للمباشرة، ذوقوا: أي العذاب، أي: ذوقوا العذاب بما قدّمت أيديكم وبما نسيتم لقاء يومكم هذا، ذوقوا: واختار حاسة الذّوق؛ لأنّ هذه الحاسة أهم الحواس لأنّها تختص بالأكل والشّراب وهما من مقومات الحياة الدّنيا، والطّعام والشّراب يؤثّران في كلّ عضو من أعضاء الجسم كما يفعل الجوع والعطش بالإنسان، ثمّ استعمل (ذوقوا العذاب) الّذي سيؤثّر في كلّ عضو من أعضاء الجسم كما يفعل الطّعام والشّراب والجوع والعطش.
{بِمَا}: الباء: باء السّببية، ما: حرف مصدري.
{نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}: أي ذوقوا العذاب بسبب نسيانكم المتعمد للاستعداد لهذا اليوم، نسيانكم أوامر الله وفرائضه ونواهيه وسنة رسوله، وترككم العمل الصّالح والإيمان وعدم تصديقكم بالبعث والحساب، لقاء يومكم هذا: أي يوم القيامة، وقدّم اليوم للاهتمام ونكّره للتهويل والتعظيم.
{إِنَّا نَسِينَاكُمْ}: إنّا: للتعظيم والتّوكيد، نسيناكم: النّسيان من قبل الله تعالى لا يعني عدم التّذكر، حاشا لله أن ينسى شيئاً، وإنما النّسيان يعني تركهم في العذاب وعدم الالتفات إليهم، وإهمالهم في نار جهنم وعدم النّظر إليهم أو تكليمهم.
{وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ}: تكرار (ذوقوا) للتوكيد والتّوبيخ والتّقريع والخطاب للمجرمين، عذاب الخلد: عذاب نكرة: يشمل كلّ أنواع العذاب، الخلد: الدّائم الّذي لا ينقطع أو يفتر أو يخفف ويبدأ من زمن دخولهم النّار.
{بِمَا كُنتُمْ}: الباء: باء السّببية، ما: بمعنى الّذي أو مصدرية.
{تَعْمَلُونَ}: كنتم في الدّنيا تعملون تضمّ الأقوال والأفعال، تعملون من الكفر والشّرك والمعاصي والتّكذيب، وجاءت بصيغة المضارع لتدلّ على تجدد وتكرار عملهم وأنّه لم يتوقف، وماتوا ولم يتوبوا ويرجعوا إلى ربهم.