للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الدخان [٤٤: ١٠]

{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}:

{فَارْتَقِبْ}: الرّقيب هو الّذي ينتظر ويراقب بكلّ الوسائل؛ لكي لا يخفى عليه أيُّ عمل من أعمال المُراقب أو المراقبة، والخطاب موجّهٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ارتقب السماء {يَوْمَ تَأْتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}: اختلف في هذا الدّخان فقد قيل: إنّه لم يحدث بعد وأنّه من أشراط السّاعة كما بيّنت الأحاديث الصّحيحة والحسنة، ويمكث في الأرض (٤٠) يوماً فيصاب المؤمنون منه كهيئة الزّكام ويصاب الكافرون منه بعذاب أليم، كما ورد في الآية التّالية رقم (١١)، وقيل: إنّ الدّخان قد حدث حين دعا النّبي على كفار ومشركي مكة بعد أن رأى منهم إدباراً عن دين الله تعالى فقال: اللهم اعنّي عليهم بسنين كسني يوسف، فأصيبوا بالجوع حتّى أكلوا الجلود والميتة، وصاروا يرون بين السّماء والأرض كهيئة الدّخان وليس بدخان، ولكنه من شدة نقص التّغذية والفيتامينات.

إذن هو ليس بدخان حقيقةً، ويحتمل أن يكون قد وقع أو لم يقع بعد ويمكن الجمع بين الحديثين والقول: إنّ كلاهما صحيح دخان قد حدث زمن الرّسول -صلى الله عليه وسلم- وكان يشبه الدّخان من شدة الفقر والمجاعة، ودخان آخر قادم من أشراط السّاعة.

{بِدُخَانٍ مُبِينٍ}: دخان ظاهر وبيّن لكلّ فرد، وإنّه لا يخفى على كلّ أحد يصاب به، ظاهر بنفسه لا يحتاج إلى دليل.