{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ}: هو: ضمير منفصل؛ يدلّ على الحصر، والتوكيد، ويعود على الله -جل وعلا- ؛ إذ هناك من البشر من هو قادر أن يبعث عليكم عذاباً، ولكن القادر الحقيقي هو الله وحده.
{أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}: الزلازل، والغرق، والفيضانات, والرجفة والخسف… وغيرها, من أنواع العذاب.
{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا}: شيعاً: جمع شيعة: وهم الأتباع والأنصار؛ الذين اجتمعوا على أمر ما، ولو كان باطلاً؛ أيْ: يجعلكم طوائف، ومذاهب متفرقة، متضاربة في الآراء، والعقيدة، والغايات.
{يَلْبِسَكُمْ}: أيْ: يخلط أمركم، خلط اضطراب، ويقال: لبست عليه الأمر؛ أيْ: لم أبيِّنه له.
{وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ}: البأس: هو العذاب، أو الحرب، أو القتل، والتدمير، والنهب، والسلب؛ أيْ: يطغى بعضكم على بعض بالقتل، والفساد، والسوء، كما في قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ نُوَلِّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا}[الأنعام: ١٢٩].
انظر كيف نوضح، ونبيِّن الآية بأساليب مختلفة، وصور شتى؛ حتى يتبيَّن معناها الحقيقي، والخفي، والغاية من وراء ذلك؛ لعلَّهم يفقهون.
{لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}: الفقه لغةً: الفهم، واصطلاحاً: هو معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية مثل القرآن والسنة والإجماع والقياس وغيرها، وهو الفهم للشيء؛ بدليله وعلته، يؤدِّي إلى الاعتبار، والاتعاظ، والعمل الأفضل، والوصول إلى الحق. ارجع إلى سورة النساء آية (٧٨) لمزيد من البيان.