للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الروم [٣٠: ٣٥]

{أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ}:

هذه الآية متصلة بالآية (٢٩) وهي قوله تعالى: {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ} أو أنزل عليهم سلطاناً؛ أي: كتاباً يأمرهم بالشرك والضلال، وتقديرها: أهم اتبعوا أهواءهم أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون؟

{أَمْ}: الهمزة للاستفهام والإنكار، أم: للإضراب الانتقالي.

{أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ}: أنزلنا دفعة واحدة، والإنزال يكون من الأعلى إلى الأسفل، و (على) تفيد العلو والاستعلاء، و (أنزلنا) بصيغة الجمع للتعظيم والإنذار الشديد.

{سُلْطَانًا}: السلطان: هو الحُجة القوية التي لا تدحض، والسلطان يقسم إلى: سلطان الحجة والبرهان أو سلطان القوة والقهر.

والسلطان هنا: سلطان الحجة والبرهان، والحق: لم ينزل عليهم لا حجة ولا سلطاناً ولا كتاباً ولا آية تبيح لهم الضلال والشرك.

{فَهُوَ يَتَكَلَّمُ}: أي يشهد بشركهم وبصحّته ويقول: اتبعوا أهواءكم أو أشركوا، فليس هناك بعث ولا حساب ولا جزاء!

{بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ}: الباء للإلصاق، وقد تكون سببية؛ أي: يتكلم بالأمر الّذي بسببه يشركون. أو يتكلم بالبرهان أو السلطان الّذي بسببه يشركون.