هذه الآية متصلة بالآية (٢٩) وهي قوله تعالى: {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ} أو أنزل عليهم سلطاناً؛ أي: كتاباً يأمرهم بالشرك والضلال، وتقديرها: أهم اتبعوا أهواءهم أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون؟
{أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ}: أنزلنا دفعة واحدة، والإنزال يكون من الأعلى إلى الأسفل، و (على) تفيد العلو والاستعلاء، و (أنزلنا) بصيغة الجمع للتعظيم والإنذار الشديد.
{سُلْطَانًا}: السلطان: هو الحُجة القوية التي لا تدحض، والسلطان يقسم إلى: سلطان الحجة والبرهان أو سلطان القوة والقهر.
والسلطان هنا: سلطان الحجة والبرهان، والحق: لم ينزل عليهم لا حجة ولا سلطاناً ولا كتاباً ولا آية تبيح لهم الضلال والشرك.
{فَهُوَ يَتَكَلَّمُ}: أي يشهد بشركهم وبصحّته ويقول: اتبعوا أهواءكم أو أشركوا، فليس هناك بعث ولا حساب ولا جزاء!
{بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ}: الباء للإلصاق، وقد تكون سببية؛ أي: يتكلم بالأمر الّذي بسببه يشركون. أو يتكلم بالبرهان أو السلطان الّذي بسببه يشركون.