{أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا}: كرسول، ونبي: بالقتل، والاستحياء، والتسخير؛ أي: الخدمة، أو أُوذينا قبل مجيئك، وقبل ولادتك.
{وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا}: كرسول، ونبي، وأن الله لم يخلصنا، أو يكشف عنا العذاب، وينجينا من فرعون؛ أيْ: لم يتغير شيء، ويبدو أنهم في حالة يأس، وانهزام نفسي، ولم يحددوا ما جاء به موسى.
انتبه! إلى الفرق بين أتى وجاء: الإتيان: هو أيسر من المجيء، والمجيء: يستعمل لما هو أشق، وأصعب، وأشد، ولم يستعمل حرف به بعد كلمة تأتينا، أو بعد كلمة ما جئتنا؛ لأنه لا يريد سبحانه تحديد ما أتاهم، أو ما جاءَهم.
ولو استعمل به وقال: من قبل أن تأتينا به، أو ما جئتنا به؛ لحدد المعنى، ولكن لم يحدد؛ لكي تشمل كلَّ المعاني.
{قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ}: عسى: فعل ترجي؛ لحصول الفعل في المستقبل؛ أيْ: أرجو من الله، وأطمع أن يهلك عدوكم (فرعون وملئه).
{وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِى الْأَرْضِ}: أيْ: يمكن لكم في الأرض دِينكم، والسيادة، والملك، والنجاة من فرعون، وقومه.
{كَيْفَ تَعْمَلُونَ}: هل تشكرونه، ويزداد إيمانكم، أو تكفرون، وتجحدوا نعمه عليكم.
{فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}: سبحانه! هو ينظر لا ليعلم ـ حاشا لله ـ فهو يعلم بكل شيء قبل أن يقع، ولكن لا يريد أن يحكم بعلمه على خلقه، ولكن يريد أن يحكم على خلقه؛ بفعل خلقه؛ حيث ترك لهم الإرادة، والاختيار، وليكون ذلك حُجَّة عليهم، وإقراراً منهم.