للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الحجر [١٥: ٦]

{وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}:

{وَقَالُوا}: أي: عدد من كفار مكة؛ أمثال: النضر بن الحارث، والوليد بن المغيرة (قاله ابن عباس -رضي الله عنهما- ).

{يَاأَيُّهَا الَّذِى}: يا أيها: الياء: أداة نداء للبعد، والهاء: للتّنبيه.

{الَّذِى}: اسم موصول؛ قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء، والسّخرية.

{نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ}: نزل: وليس أنزل؛ نزل: تفيد الإنزال على دفعات، أو منجماً خلال سنين طويلة (٢٣). قالوا ذلك تكبراً واستهزاء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسخرية منه وتهكم.

{الذِّكْرُ}: هو اسم علم يعني: القرآن، وسمي الذّكر؛ أي: ذي التذكير يذكِّر قارئه بربه، وآخرته، وما عليه من فرائض، وأحكام، والذّكر: هو الشّرف؛ أي: هذا القرآن شريف القدر لكونه محفوظاً من الله وغير منسي. ارجع إلى سورة ص آية (١)؛ لمزيد من البيان.

{إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}: إنّ: للتوكيد، الكاف: للخطاب.

{لَمَجْنُونٌ}: اللام: لزيادة التّوكيد؛ مجنون: من ذهب عقله؛ اتهموه بذلك باطلاً بسبب ما يدعوهم إليه من ترك ما يعبد آباءهم، والتّوحيد، وجعل الآلهة إلهاً واحداً، والبعث، والجزاء، وغيرها من أمور الدّين.