للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الكهف [١٨: ٣٢]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا}:

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ}: واضرب لهم: اللام: لام الاختصاص؛ أي: لهؤلاء المشركين الأغنياء الّذين طلبوا منك أن تبعد الّذين يدعون ربهم بالغداة، والعشي؛ أي: الفقراء، والمساكين؛ كي يجلسوا معك، ويستمعوا إليك. اضرب لهم مثلاً رجلين: واضرب لهم هذا المثل؛ لكي ينبههم، ويوقظهم، وربما يثير إحساسهم، ويرتدعوا، وهذا المثل مثل حقيقي، وليس تصوري، ويراد بضرب هذا المثل تبين الغموض، وذلك بتشبيه حال بحال، أو الموازنة والمفاضلة بين هذا الغني الّذي جعلنا له جنتين، ولكنه أشرك بالله، واستكبر، وبين الفقير المؤمن الّذي يدعو صاحبه، وقيل أخوه الغني إلى العودة إلى الإيمان، والتّوحيد، ولم يوضح الحق سبحانه من هم هذين الرّجلين؛ لأنّ هذا غير مهم

{جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ}: الجنة: البستان.

{جَعَلْنَا}: صيرنا له جنتين من أعناب.

{وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ}: أحطنا كلّ منهما بشجر النّخل، والعنب من الفاكهة.

{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا}: الّذي هو مصدر القوت الضّروري إذن هيئ له كلّ ما يحتاجه من الفاكهة والزّرع.