نداء جديد للذين آمنوا بتكليف جديد يتعلق بآداب المجالس.
{إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا}: إذا: ظرفية شرطية تفيد حتمية الحدوث، قيل: القائل مبني للمجهول، والمهم المقولة، لكم: اللام لام الاختصاص؛ أي: لكم خاصة، تفسحوا في المجالس: إذا طلب منكم التّوسع في المجالس، مجالس العلم أو المساجد وغيرها، فليوسع أحدكم للآخر، وتفسحوا فيها معنى الجهد والمشقة والتكلف، وليس مجرد الفسح؛ أي: لا يشغل أحدكم مكان اثنين أو أكثر مما يحتاجه ليوسع لأخيه حتى يصلي أو يجلس، فافسحوا: الفاء رابطة لجواب الشّرط.
{يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ}: في الرّزق أو صدوركم؛ أي: يوسع صبركم أو في العلم وأبواب الخير، فالمكان ليس ملكاً له وإنما لكم، ويجلس حيث انتهى به المجلس، ولا يترك بينه وبين جاره فسحة.
انشزوا: أي طلب من أحد أو بعض الجالسين في المجلس بأن ينهضوا من أماكنهم ليجلس أهل الفضل والدين والعلم، فليقوموا.
انشزوا: أي انهضوا من أماكنكم أو تقدّموا قليلاً أو غيّروا أماكنكم أو قوموا من أماكنكم حتى يجلس غيركم بعد انتهاء الدّرس أو الجمعة للتوسعة على الآخرين.
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}: في الدّنيا بالنّصر والمنزلة والكرامة والعزة، وفي الآخرة يرفعهم درجات في الجنة، وفي الآية حث وترغيب في طلب العلم الشرعي.
{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}: خبير؛ أي: عليم ببواطن الأمور وما تخفي الصّدور والنّوايا، وما تقولوا في السّر والنّجوى والعلن، وما تفعلوه في السّر والعلن من الإيمان والبرّ والإثم والعدوان.