سورة القدر [٩٧: ١]
[سورة القدر]
ترتيبها في القرآن (٩٧) وترتيبها في النّزول (٢٥).
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ}:
{إِنَّا}: ضمير التعظيم للمنزِل وهو الله.
{أَنزَلْنَاهُ}: تعني جملة واحدة دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، والهاء تعود إلى القرآن العظيم المنزَل.
{فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ}: والليلة عند الله وملائكته تبدأ من صلاة العصر إلى صلاة الفجر، والليلة في اللغة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر؛ أي: ابتدأ إنزاله فيها على نبيه محمّد -صلى الله عليه وسلم- وفي شهر رمضان كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: ١٨٥].
وفي ليلة مباركة كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: ٣-٤].
أي: أنزل القرآن في ساعة أو جزء من الليلة، ولا يعني طوال الليلة وإنما ساعة مخفية لا نعرف في أولها أو آخرها.
١ - أنزلناه؛ أي: القرآن: أضمر ذكر كلمة القرآن؛ لأنّه غني عن التّصريح والتّعريف.
٢ - وقد عظّم القرآن العظيم بإسناد إنزاله إليه سبحانه.
٣ - وعظّم الليلة التي أنزل فيها بالقول ليلة القدر.
والقدر: القدر مصدر مشتق من قدر يقدر قدراً، والقدر يعني: التقدير.
وقدر: قد يعني من ضيق يضيق كقوله تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: ٨٧]، وتعني ليلة تضيق بالملائكة لكثرة الذين ينزلون إلى الأرض. وقد يعني القدر: المكانة، فلان ذو قدر؛ أي: مكانة عظيمة كقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: ٦٧].
والقدر: يطلق على التقدير الذي هو: فعل الله تعالى سبحانه وقدر الله؛ أي: مقدوره، والإرادة: هي وقوع المراد، ومنها: الإرادة الشرعية, والإرادة الكونية؛ ففي هذه الليلة المباركة كما قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: ٤].