في الآية السّابقة نفى الله سبحانه عن الآلهة والأصنام القدرة على الخلق أو الشّراكة في السّموات وفي الأرض، وفي هذه الآية ينفي عنها العلم:
{وَمَنْ أَضَلُّ} من الاستفهامية تحمل معنى النّفي والإنكار والتّعجب، أيْ: لا أحد أشد ضلالاً وأعجب حالاً.
{مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ}: أيْ: يعبد غير الله أو يدعو معبوداً لا يستجيب له لدعائه أو قضاء حاجته، ولو انتظر إلى يوم القيامة؛ لأنّ هذه الآلهة لا تبصر ولا تسمع ولا تعقل لكونها حجارة أو معادن منحوتة بأيديكم.
{وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}: وصفهم بضمير العاقل تهكماً وتقريعاً لهم، عن: تفيد المجاوزة والمباعدة، عن دعائهم غافلون: أيْ: عبادتهم لا تجدي لهم نفعاً ولا ضراً؛ لأنّها أصناماً لا تشعر بهم ولا تعقل ولا تدرك من أفعالهم شيئاً.
غافلون: جمع غافل تدل على الثّبوت والاستمرار. ارجع إلى سورة البقرة آية (٧٤) لمزيد من البيان في معنى الغفلة.