ثمّ يخبر الله سبحانه أنّ تكذيب كفار قريش ليس بالأمر الجديد فقد كذّب الّذين من قبلهم من الأمم والقرون الماضية، وتكذيب هؤلاء كأنّه سنّةٌ متبعة في الأمم.
{وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ}: ما النّافية، بلغوا: أي كفار مكة الّذين كذّبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما بلغوا معشار: أي العشر؛ أي: عشرة في المئة أو (١/ ١٠) مما أتينا الأمم السّابقة من القوة وطول العمر وكثرة المال والبنيان، فحين كذّبوا رسلي فكيف كان نكير؛ أي:
{فَكَيْفَ}: استفهام يحمل معنى التّعجب والتّقرير.
{كَانَ نَكِيرِ}: من النّكر: ما يجهله الإنسان ويستغربه وينكره؛ لأنّه يظنه خطأً مع أنّه حقيقة وصواب، وأصلها: فكيف كان نكيري حذفت الياء، ونكير: اسم لشدة الإنكار، والإنكار يستلزم الجزاء على الفعل النُّكر بالعقاب فيصبح المعنى: ثمّ أخذت الّذين كفروا بعذاب ملائم لإنكارهم، فكيف كان انتقامي منهم أو عقوبتي لهم أو أخذي لهم. ارجع إلى سورة الكهف آية (٧٤) لمزيد من البيان، وبيان الفرق بين نكراً ونكير.