للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الفرقان [٢٥: ٤٣]

{أَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا}:

{أَرَءَيْتَ}: استفهام وتعجُّب، أي: انظر وتعجُّب أيْ: أخبرني بكل دراية والرؤية هنا رؤية قلبية فكرية. من: للعاقل بمعنى الّذي {مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}: جعل هواه إلهاً لنفسه بأن أطاع هواه معرضاً عن الاستماع إلى الرّسول وإلى ما أنزل الله.

قال ابن عباس: كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى أحسن من الحجر رمى به وعبد غيره.

فكلما اشتهى شيئاً فعله بلا عقل ولا فكر.

{أَفَأَنْتَ}: الهمزة همزة إنكار. والمخاطب هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

{تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا}: أيْ: موكلاً ومسؤولاً عنه بتوجيهه ليترك هواه ويتبع الحق.

أو مسؤولاً عن هدايته.

أو حفيظاً عليه تتولى هدايته وعليك أن تخرجه من الضّلال إلى النور وتردُّه إلى الإيمان قسراً وكرهاً.

والجواب: لا طبعاً {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: ٢٠].

وتقديم عليه يفيد الاختصاص، عليه خاصة وكيلاً فقط.

ولم يقل: أفأنت تكون وكيلاً عليه (أيْ: عليه وعلى غيره)؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هدى الكثير واستجاب له الكثير، وهو -صلى الله عليه وسلم- قادر على الهداية إلى الصراط المستقيم {وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: ٥٢]. والهداية الخاصة لا تكون إلا بإذن الله سبحانه.