{وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِى الرِّزْقِ}: فضل: بسط، ووسع بين أرزاقكم؛ فجعل منكم الغني، والفقير، وهذا التّفضيل للابتلاء فقط، وليس له علاقة مطلقة بالعمل الصّالح، أو السيَّئ، أو الطالح. وجعل منكم المالك، والعامل، أو رب العمل، والأجير.
{فَمَا}: فما: الفاء: للتوكيد؛ ما: للنفي.
{الَّذِينَ}: اسم موصول.
{فُضِّلُوا بِرَادِّى رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ}: فما الّذين بسط الله لهم الرّزق، أو أصحاب العلم، أو المُلك بمعطين من يعملون لهم نصيباً مساوياً لنصيبهم حتّى يتساوون في الغنى، أو الملك، أو الربح، أو يتساوى ربُّ العمل مع أحد عماله.
فكيف جعل المشركون الأصنامَ شركاءَ لله، وسوَّوا بين الله سبحانه وبين أصنامهم، وعبدوها كما عبدوا الله تعالى، وجعلوا لأصنامهم نصيباً مساوياً لنصيب الله.
{أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}: الهمزة همزة استفهام إنكاري، فكيف يجحدون بنعمة الله فيأخذون حق الله في العبودية والألوهية، ويعطونه للشركاء؛ فأنتم لا ترضون أن تتساووا مع عمالكم، وتكونوا شركاء، فكيف ترضون أن تجعلوا لله شركاء في ملكه، وتجحدون نعم الله عليكم ولا تشكرون المنعم؟ والجحود: هو إنكار الشّيء الظّاهر، أو العلم به، والجحود أخص من الإنكار.
الإنكار: أعم من الجحود، والإنكار عادة لما هو خفي مع العلم، أو غير العلم به. ارجع إلى سورة الأعراف آية (٥١) لمزيد من البيان.