للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة آل عمران [٣: ١٥٨]

{وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ}:

{وَلَئِنْ}: ارجع إلى الآية السابقة.

وإن: شرطية، مُتم، أو قتلتم: تدل على احتمال الحدوث.

مُتم: الموت العادي، أو قتلتم في سبيل الله.

أي: سواء {مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ}: بأي سبب مصيركم إلى الله عزَّ وجلَّ وحده قطعاً وحصراً. ارجع إلى الآية السابقة؛ لمزيد من البيان.

{تُحْشَرُونَ}: الحشر: هو الجمع + السوق؛ أي: تساقون إليه، وتُجمعون، ويكون يوم القيامة.

هناك فرق بين القتل، والموت:

الموت العادي: تخرج فيه الروح أولاً مما يؤدِّي إلى موت البدن (نقض البنية) ثانياً.

أما القتل: يحدث فيه نقض البنية أولاً، فترغم الروح بالخروج، وترك البدن الذي لم يعد صالحاً لبقائها فيه.

وبالنسبة للتقديم والتأخير:

نرى في الآية (١٥٦) تقديم الموت على القتل، فقال تعالى: {مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}.

وفي الآية (١٥٧) تقديم القتل على الموت، فقال تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ}.

وفي الآية (١٥٨) تقديم الموت على القتل، فقال تعالى: {وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ}.

فما سبب التقديم تارة، والتأخير تارة أخرى؟

ففي الآية (١٥٦): قدَّم الموت على القتل؛ لأن الآية في سياق الضرب في الأرض، أو كانوا غزى، قدَّم الأكثر، وهو الضرب في الأرض للسفر والتجارة وغيرها على الغزو (غزاً)؛ أي: الأقل.

أما في الآية (١٥٧): قدَّم القتل على الموت؛ لأن القتل أشرف من الموت، وأعظم درجة.

وفي الآية (١٥٨): قدَّم الموت على القتل؛ لأن السياق عن يوم الحشر، وعدد الموتى في يوم الحشر أكثر وأعظم من عدد الشهداء، فقدَّم الموت على القتل، والله أعلم.