{إِنْ يَشَأْ}: إن: شرطية تفيد الاحتمال والافتراض، يشأ: إن يرِدْ سبحانه وتعالى. والمشيئة: هي بدء العزم على الفعل، والإرادة: هي تمام العزم على القيام بالفعل.
{يُسْكِنِ الرِّيحَ}: أي يهدِّئ الرّيح فلا تهبّ ولا تعصف، والرّيح لم ترد في القرآن إلا عذاباً؛ أي: في سياق الشّر والأذى، بخلاف الرّياح الّتي تحمل معنى الرّحمة والنّفع.
{فَيَظْلَلْنَ}: الفاء تدل على التّعقيب والمباشرة، يظللن: تعود على الجوار في البحر.
{رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ}: تجري بسكون كأنّها لا تتحرك، أو تشعر بحركتها رغم سرعتها العالية، فماء البحر راكد؛ أي: ساكن، والسّفن رواكد على ظهر البحر، ولم يقل مستقرات أو ثابتات؛ لأنّ ذلك يعني أنّهن راسيات على الشّاطئ.
{إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}: إنّ واللام في كلمة (لآيات) تفيدان التّوكيد؛ أي: هذه السّفن الهائلة الحجم من النّعم الكبيرة الّتي تحتاج لشكر كثير دائم لا ينقطع؛ أي: شكور (مبالغة في الشّكر) شكر المنعم على نعمه الكثيرة فالجري وتسكين الرّيح والسّفن نفسها، وما تحمل من بشر ومتاع كلّها آيات تحتاج إلى شكر كثير، وكذلك إلى صبر وليس صبر عادي (بل صبّار) صبر كثير وذلك حين تعصف الرّيح أو حين صناعتها. وقدم الصبر على الشكر؛ لأن الصبر على الشدائد والكرب يسبق الشكر، والصبر نفسه يحتاج إلى شكر.