للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة القصص [٢٨: ٧٢]

{قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}:

قدَّم في الآية السّابقة الليل على النّهار؛ لأنّ الليل هو الأصل أو الظّلام.

{قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ}: ارجع إلى الآية السّابقة.

{النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}: النّهار: النّهار في القرآن يعني: من طلوع الشّمس حتّى غروبها، ويعادل (١٢) ساعة.

النّهار: اسم للضياء والحاصل من سقوط أشعة الشّمس على الطّبقة الغازية المحيطة بالأرض الّتي تجعلها تضيء.

ارجع إلى الآية (٦٧) من سورة يونس لبيان معنى النّهار.

أيْ: جعل الله عليكم النّهار سرمداً: أيْ: مستمراً دائماً بلا انقطاع؛ أي: بلا ليل.

{تَسْكُنُونَ فِيهِ}: من السّكن وهو الانقطاع عن الحركة أو الحد منها والرّاحة والنّون في تسكنون للتوكيد، فيه ظرفية زمانية، أيْ: خلال الليل. ولولا جعل الليل والنّهار (أي: خلق الليل والنّهار) الضروريان لما استقامت الحياة على هذا الكوكب فأغلب الكائنات الحية لا تتحمل العيش في الظلام باستمرار ولا في النّور باستمرار، فهذه الآية تبادل الليل والنّهار من أعظم الآيات الكونية الدّالة على عظمة الخالق وقدرته ووحدانيته الّتي تشير أنّه الإله الحق الّذي يجب أن يطاع ويُعبد، وإذا نظرنا في الآية: نجد أنه سبحانه قيد الليل فقال: تسكنون فيه، بينما أطلق النهار (الضياء) ولم يقيده بصفة؛ لكثرة فوائده، وما يجري فيه من حركة وسعي، ولنعلم السنين والحساب.

{أَفَلَا}: ارجع إلى الآية السّابقة.

{تُبْصِرُونَ}: من البصر والبصيرة، البصر يتم بالعين وهو الرّؤية، والبصيرة الرّؤية القلبية الفكرية وهي ناتجة عن تكامل العلم والمعرفة.

واختار العين وهي آلة البصر في النّهار فقال: {أَفَلَا تُبْصِرُونَ} فيها حثٌّ وحضٌّ على البصر في آيات الله وتأملها والنّظر فيها بتدبُّر وفهم وعمل بما نبصر بتكرار وتجدُّد واستمرار، وليس مرة واحدة، تبصرون بصيغة المضارع لتجديد البصر والتّفكر بآيات الله.