{أَخْرِجُوهُم}: أيْ: لوط، والذين آمنوا معه، ولم يقل ارجموهم؛ لأن لوط جاء مهاجراً إليهم، وهو ليس من قوم لوط، فالأفضل طرده وإخراجه.
{مِنْ قَرْيَتِكُمْ}: وهي القرى الخمس، تسمَّى المؤتفكات، سدوم، وما حولها من القرى، والقرية الأم، أو العاصمة تمثل القرى الأخرى.
{أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}: يقولون ذلك سخرية بهم وتهكم.
{يَتَطَهَّرُونَ}: من الفاحشة: وهي إتيان الرجال وغيرها من أعمال المنكر في نواديهم. ولكونهم تمردوا على الفسوق كانوا يسخرون من لوط من كمال خلقه. يتطهرون: بصيغة المضارع تدل على التجدد، ولم يقولوا إنهم أناس طاهرون تدل على الثبات والدوام.
في هذه الآية قال -جل وعلا- :{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}: بينما في سورة النمل، الآية (٥٦): {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}، الفرق في حرف الفاء؛ التي تدل على السرعة، والترتيب، والتعقيب، فقوم لوط -عليه السلام- انقسموا طائفتين: طائفة كان جوابها مباشرة، وبسرعة: أخرجوهم من قريتكم الآن، وبسرعة، وهذا ما أشارت إليه الآية (٥٦) من سورة النمل، وطائفة أخرى لم تتسرع بالطلب بإخراجهم، وهذا ما أشارت إليه الآية (٨٢) في سورة الأعراف، وما كان جواب قومه، أو كانت آية الأعراف في بداية الدعوة، وآية النمل كانت في نهاية الدعوة؛ ففي بداية الدعوة وصفهم بالمسرفين، وفي نهاية الدعوة وصفهم بالجاهلين؛ أي: حين وبخهم بشدة وأثار غضبهم الشديد، كما في آية النمل جاء الرد السريع بالفاء (فما كان جواب قومه) التي تدل على سرعة الإخراج والطرد من القرية، ويؤيد ذلك نزول سورة الأعراف قبل نزول سورة النمل، والله أعلم.