{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ}: انظر كيف لم يحدد (من بعد) فقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ}، ولم يقل: من بعد ذلك؛ لتدل على الإطلاق والعموم، وتشمل كل مؤمن آمن من بعد، ومنهم من فسر من بعد صلح الحديبية، وتأخرت هجرتهم عن الهجرة الأولى، وهؤلاء الّذين آمنوا قيل هم الّذين وصفهم الله تعالى في سورة الحشر، الآية (١٠): {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}.
{وَهَاجَرُوا}: إلى المدينة، والسّؤال: هل كانت هناك هجرة أخرى؟
الجواب: لا، وقيل: هجرة إلى الله في سبيل مرضاة الله؛ للجهاد في سبيله، وإعلاء كلمته، والانضمام إلى صفوف المؤمنين.
{فَأُولَئِكَ مِنكُمْ}: الفاء: للتأكيد، أولئك: اسم إشارة؛ يفيد المدح، منكم: أيها المهاجرون والأنصار، أو أيها المؤمنون.
{بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}: في حقِّ الميراث؛ أيْ: في الإرث من التّوارث بالهجرة، أو الموالاة بالإيمان. ارجع إلى سورة الأحزاب، آية (٦)؛ لمزيد من البيان.
{فِى كِتَابِ اللَّهِ}: في اللوح المحفوظ، وفي القرآن، أو في حكم الله.
{إِنَّ اللَّهَ}: إنّ: للتوكيد.
{بِكُلِّ}: الباء: للإلصاق، والتّوكيد.
{شَىْءٍ عَلِيمٌ}: بكل ما شرعه لكم من الأحكام في علم المواريث، وعليم بما تفعلونه في قسمة الميراث، وما تحلُّونه، وما تحرِّمونه في التّوارث. وعليم بالهجرة، أو الجهاد، والموالاة، وكلِّ ما تقومون به من قولٍ أو فعلٍ.