للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النساء [٤: ٥٠]

{انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}:

{انظُرْ}: يا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكل خطاب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو خطاب لأمته. انظر كيف، ولم يقل: اسمع؛ جعل الله سبحانه الافتراء والكذب الذي تسمعه الأذن كأنه أمر مرئي يراه الناس بأعينهم؛ للدلالة والتوكيد على ما سمعتهم أذانهم من الكذب والافتراء.

{كَيْفَ}: استفهام للتعجب، والاستنكار.

{يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}: الافتراء: هو الكذب المتعمد المختلق الذي لا أصل له.

{الْكَذِبَ}: جاء معرف بأل التعريف، وهو قولهم: {نَحْنُ أَبْنَاؤُا اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: ١٨].

أو: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة: ١١١].

أو: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ} [آل عمران: ٢٤].

أو: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِى الْأُمِّيِّنَ سَبِيلٌ} [آل عمران: ٧٥].

{وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}: وكفى بالكذب والافتراء والتزكية إثماً، ذنباً ظاهراً من بين سائر آثامهم، مبيناً: أيْ: إثماً ظاهراً لكل إنسان، وإثماً: مظهر لنفسه لا يحتاج إلى أحد ليظهره.