أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النّبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:(يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدّنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقاً واحداً) أيْ: غير قادر على السجود.
هذا تأويل أوّل، أمّا التّفسير الثّاني: يوم يكشف عن ساق: فتعني يوم يشتد الأمر والخطب أيْ: يوم القيامة (أي: البعث).
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} هذه استعارة تمثيلية كشف السّاق والتّشمير عنها يحدث إمّا لخوض لجة ماء أو نهر أو للجري بسرعة, فحين يشتد الخطب يوم القيامة ويعظم الأمر يسجد كلّ مؤمن ومؤمنة لله تعالى, وكما قال تعالى:{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً}[الجاثية: ٢٨]، عندها يحاول المشركون والمنافقون السّجود أيضاً مع المؤمنين فلا يستطيعون حيث تصبح ظهورهم متصلبة كأنّها عظم واحد فلا يقدرون على السّجود، وإن قيل: لماذا يدعون إلى السّجود في الآخرة، الجواب: يدعون توبيخاً وتعنيفاً وتذكيراً لهم على تركهم السّجود في الدّنيا وعندها يتمنون الاستطاعة على السّجود فلا يستطيعون, والله أعلم بهذا الأمر.