للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الملك [٦٧: ٥]

{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ}:

{وَلَقَدْ}: الواو استئنافية، لقد: اللام للتوكيد، قد للتحقيق.

{زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}: أيْ: بالنّجوم، التي تشبه المصابيح، والنجوم هي أفران نووية مشتعلة عملاقة تضيء بنفسها والشمس هي إحدى هذه النجوم، فمن وظائف النجوم تزيين السماء، ومن وظائفها أيضاً: رجوماً للشياطين.

{وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ}: رجوماً للشياطين: بما يصدر عنها من شهب تنطلق لترجم الشّياطين هذا في الدّنيا. ارجع إلى سورة الصافات آية (١٠)، واللام في كلمة للشياطين تدل على الاختصاص والاستحقاق والشّياطين هم كفرة الجن، والشّياطين جمع شيطان، وكلمة شيطان مشتقة من شطن: أي: ابتعد عن الحق وتمادى في الشّر والضّلال أو تمرد على الحق، أو شاط: أي: احترق أو الشّاطن: أي: الخبيث.

وقد أثبتت الدراسات العلمية أن النجم يمر بمراحل مختلفة في دورة حياته مرحلة الولادة، ثم الطفولة والكهولة والشيخوخة، ثم الاحتضار وعندها تتكرَّر الطاقة بداخله باتحاد الإلكترونات والبروتونات، وتشكل نجم نتروني ذو كثافة عالية قد تبلغ مليون طن بالسم٣، وقد ينفجر ويتحول إلى كتلة جامدة تشكل الشهب أو النيازك التي ترجم أو تقذف بها الشياطين.

{وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ}: أيْ: هيأنا لهم: أيْ: للشياطين، عذاب السّعير في الآخرة، السّعير: النّار الملتهبة أو المستعمرة. ارجع إلى سورة الرعد آية (١٨) لمزيد من البيان.