للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النور [٢٤: ٢٠]

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}:

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}: تكرار لبيان فضل الله ورحمته على بعض الصّحابة الّذين شاركوا في الخوض في حديث الإفك مثل: مسطح وحسان بن ثابت؛ أي: لولا فضل الله عليكم ورحمته لأهلككم أو لعذّبكم عذاباً عظيماً وعجّل لكم العقوبة.

{وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}: أنّ: للتوكيد، رؤوف: من الرّأفة وهي: أخصّ من الرّحمة، أو أشدّ من الرّحمة، والرأفة خاصّة بالمؤمنين وتعني: الشفقة.

رحيم: لأنّه لم يعذّبكم أو يعجّل لكم العذاب، ويقبل توبتكم. ورحيم: كثير الرّحمة، والرّحمة تكون للمؤمن والكافر؛ أي: هي عامة.

وإذا قارنا هذه الآية بالآية (١٠) من نفس السورة: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} نجد الآية (١٠) انتهت بتواب حكيم، جاءت في سياق الزّنى (الزّانية والزّاني) والجلد وقذف المحصنات وأزواجهم، فناسب ختمها بالتّوّاب، وقوله: حكيم؛ لأنّه سبحانه يقبل توبة الزّاني والزّانية، وحكيم؛ لأنّ حد عقوبة الزّنى بما يناسب وذلك من الحكمة والحكم.

وأما الآية رقم (٢٠) ليست تكراراً إنما جاءت في سياق الّذين جاؤوا بالإفك عصبة، فإذا تابوا ولم يعودوا لمثله أبداً فإن الله رؤوف رحيم.

سورة النّور [الآيات ٢١ - ٢٧]