للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنفال [٨: ٤٧]

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}:

{وَلَا}: الواو: استئنافية، لا: النّاهية.

{تَكُونُوا}: أي: لا تتشبهوا بالكفار، والنهي عن التشبه أبلغ من النهي عن الفعل كما لو قال: ولا تخرجوا كالذين خرجوا من ديارهم.

{كَالَّذِينَ}: الكاف: للتشبيه. الّذين: اسم موصول؛ يفيد الذم.

{خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ}: أيْ: كفار مكة، وعلى رأسهم أبو جهل، وأصحابه، خرجوا من مكة لحماية العير «القافلة الّتي يقودها أبو سفيان» بالدّفوف والمعازف، ولما نجا أبو سفيان بالعير أبى أبو جهل العودة إلى مكة، وقال: لا نرجع حتّى نرد بدراً، ونشرب بها الخمور، وتعزف لنا القيان، ونطعم الطّعام، وتسمع بنا العرب؛ فذلك كان بطراً، ورئاء النّاس؛ أيْ: تكبراً، وخيلاء، ورئاء النّاس: بإطعامهم الطّعام؛ أيْ: يريدون الحرب، والخروج إلى بدر للسمعة، وحتّى تصبح لهم الهيبة، والسّمعة بين العرب.

{وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}: يمنعون النّاس من الدّخول في الإسلام؛ فقد ظنوا أنّهم بقتالهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه يخوفون النّاس، ويصدونهم عن الدّخول في الإسلام، والإيمان بالله ورسوله.

{وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}: بما: الباء: للإلصاق، ما: حرف مصدري.

{مُحِيطٌ}: عالم بكلّ شيء يعملونه؛ أيْ: بما يقولون، ويفعلون محيط به إحاطة تامة.