المناسبة: بعد قوله: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ}، ولم يقل: كل من خلقنا، بل قال:{وَمِمَّنْ خَلَقْنَا}؛ يعني: القليل من الجن، والإنس.
{وَمِمَّنْ}: الواو: استئنافية، ممن: تضم من زائد من، أدغمت الثانية في الأولى، ومن الأولى: ابتدائية، ومن الثانية: بعضية.
{خَلَقْنَا}: في أي زمان، ومكان.
{أُمَّةٌ}: جماعة من الناس بغض النظر عن العدد، والحيز الجغرافي جماعة تجمعهم عقيدة، أو مبادئ واحدة.
{يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}: ستجد أمة قائمة بشرع الله، وحاملة لمنهج الله، وداعية له، وسائرة على الطريق المستقيم.
{يَهْدُونَ بِالْحَقِّ}: أيْ: هداة مهديون، هم اختاروا طريق الهداية، فهداهم الله، ثم أصحبوا هداة لغيرهم، ودعاة إلى الحق، يرشدون الناس إلى الإيمان، والدِّين الصحيح، وطاعة الله، وعبادته.
{يَهْدُونَ بِالْحَقِّ}: الحق: هو الأمر الثابت الذي لا يتغيَّر، وكل شيء من عند الله، هو الحق، والحق هو القرآن، أو الوحي، وسنة رسوله.
{وَبِهِ يَعْدِلُونَ}: وبالحق يحكمون بين الناس؛ أي: بالعدل، ولا يجورون على احد.
{وَبِهِ يَعْدِلُونَ}: وبه: بالحق يحكمون، أو يعملون به؛ مثل: الأنبياء، والعلماء، وكل من تمسك بشرع الله تعالى، وولي أمر الناس.
ومن قبل ذكر -جل وعلا- :{وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}: ارجع إلى الآية (١٥٩) من نفس السورة؛ لمزيد من البيان.