يخبر الله سبحانه المؤمنين: أن يستمروا في القتال في سبيل الله وحده، والله سبحانه سيبقى وليهم وناصراً لهم، وأعداؤهم يقاتلون في سبيل الطاغوت (الشيطان، أو غيره من الجن والإنس الكفرة الظلمة في الأرض).
والطاغوت: كل ما عبد من دون الله، ويطلق على كل من دعا إلى غير عبادة الله؛ كالشيطان، أو غيره من الجن والإنس؛ من الكفرة الظلمة المستكبرين في الأرض.
{فِى سَبِيلِ الطَّاغُوتِ}: تشمل قتال طاغوت الطائفة، والأحزاب، والباطل، أو الإفساد في الأرض، وتدمير البيوت، وترويع الأولاد والنساء. ارجع إلى الآية (٢٥٧) من سورة البقرة؛ للبيان.
{فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ}: أولياء: أتباع، وأعوان، وأنصار الشيطان، أولياء: جمع ولي، والولي: هو الذي يليك أول ما تلجأ إليه عند الفزع؛ للمساعدة، والعون.
{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}:
{إِنَّ}: للتوكيد. والكيد: هو إيقاع المكروه، أو المشقة بالغير قهراً، سواء أعلم، أم لم يعلم، والكيد: أقوى وأشد من المكر، وكيد الشيطان: يتم من خلال وساوسه، وتزيينه، وإغوائه.
وكيد الشيطان للمؤمنين مقارنة بكيد الله للكافرين ضعيف، ولا يقارن، والشيطان نفسه يقول يوم القيامة:{وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى}[إبراهيم: ٢٢].