أسباب النزول: كما روى مسلم وغيره: كانت العرب تطوف بالبيت الحرام عراة، إلا الحمس؛ أيْ: قريش وأحلافها، فمن جاء يحج وضع ثيابه، واستعار ثياب من أهل مكة كي يطوف بها، فإن لم يجد ثياباً طاف عرياناً، وكانوا في أيام الحج يحرمون على أنفسهم الطيبات، واللحوم؛ تقرباً من الله؛ فنزلت هذه الآية تأمرهم بستر عوراتهم، ولبس الثياب الطاهرة، وأكل الطيبات، واللحوم، وعدم الإسراف.
{يَابَنِى}: ارجع إلى الآية (٢٦) من نفس السورة؛ للبيان.
{خُذُوا زِينَتَكُمْ}: الزينة: لفظ عام يشمل الزينة الخارجية والثياب والريش؛ أي: استروا عوراتكم، والبسوا الثياب الحسنة الطاهرة حين الطواف بالبيت والصلاة.
{عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}: ارجع إلى الآية (٢٩) من نفس السورة.
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}: أيْ: كلوا الطيبات، والحلال، واللحم، والشحم، وما تيسر على شرط عدم الإسراف، والإسراف: هو تجاوز الحد في كل شيء في المال، والطعام، واللباس، والإنفاق.
{إِنَّهُ}: إن: للتوكيد.
{لَا}: النافية.
{يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}: جمع مسرف، والإسراف: مجاوزة الحد، أو تعدي الحد الذي أباحه الله في الإنفاق، وما وراء الحاجة، أما التبذير؛ فهو الإنفاق في الأمور المحرمة غير المباحة، أو الحرام.