{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ}: اختار كلمة امرأة بدلاً من زوجة؛ لأنّ امرأة فرعون تخالف زوجها في الدّين فهي مؤمنة وهو كافر، أو فيها عيب خَلقي لا تنجب، وكلمة زوج تطلق حين يكون تماثل بين الزّوج والزّوجة. من خصوصيات القرآن الكريم. فقال العلماء: كلمة زوجة تطلق حين لا يكون هناك اختلاف بين الزوجة والزوج في الدين، أو لا يكون بينهما اختلاف أسري، أو مشاكل مثل: العقم، أو نشوزاً، أو عدم الاستقرار والسكينة، وتطلق كلمة امرأة حين توجد إحدى المشاكل في العقيدة، في الدين، أو الاختلافات الأسرية، أو النشوز، أو عيب خَلقي أو خُلقي, وكذلك كتبت بالتاء المفتوحة, وليس المربوطة. ارجع إلى سورة آل عمران آية (٣٠) لمعرفة الفرق.
{قُرَّتُ عَيْنٍ لِّى وَلَكَ}: قرتُ: مشتقة من قرَّ بالمكان أيْ: أقام وثبت وتعني السّكون والارتياح، ومشتقة من القرِّ: البرد الشّديد، والعين الباردة تدل على السّرور والعين السّاخنة تدل على الحزن والألم، أيْ: مبعث سكينة وسرور لي ولك، وقولها: لي ولك بدلاً من لنا، كما رأينا في آية الفرقان (٧٤){هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا} تدل على قلة ارتباط امرأة فرعون بفرعون فكلّ منهما له شأنه.
{لَا تَقْتُلُوهُ}: لا النّاهية لا تقتلوه: تؤكد على عدم قتله حيث كان القانون السّاري بقتل كلِّ ولد ذكر من بني إسرائيل؛ لأنّ فرعون رأى في المنام أنّ مصرعه سيكون على يد واحد من بني إسرائيل.
{عَسَى}: فعل من أفعال التّرجي، وتستعمل للمأمول حصوله وتحقُّقه.
{أَنْ}: حرف مصدري للتعليل والتّوكيد.
{يَنْفَعَنَا} يساعدنا أو ننتفع منه في شيء ما.
{أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}: نتبناه ويصبح ابناً لنا بالتّبني وقيل: إنّ موسى كان يعرف بابن فرعون فقد ألقى الله سبحانه على موسى محبة منه فكان كلّ من رآه أحبه. ولنعلم: أن فرعون (رمسيس الثاني) كان له أولاد من زوجات أُخر غير هذه الزوجة التي كانت لا تنجب فقالت لفرعون: أوَنتخذه ولداً؟ فابنه منفتاح كان الولد الثالث عشر من زوجة أخرى.
{وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}: بعاقبة أمرهم وأنّهم كانوا خاطئين في التقاطه، واتخاذه ولداً لهم، وأنّ هلاكهم سيكون على يديه، أو لا يشعرون أنّه سيكون ولداً أم عدواً.