للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المؤمنون [٢٣: ٧٢]

{أَمْ تَسْـئَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}:

{أَمْ}: للإضراب الانتقالي.

{تَسْـئَلُهُمْ خَرْجًا}: تطلب منهم أجراً ومالاً على تبليغ رسالتك والدّعوة إلى الله، والخراج هو العطاء، وسُمِّي الخراج؛ لأنّه هو الّذي يخرج منك رغماً عنك أمّا الخرج ما يخرج منك طواعية.

{فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ}: أيْ: ما يعطيك ربك ويرزقك في الدّنيا وما يعطيك في الآخرة خيرٌ؛ أي: أفضل وأعظم أجراً ما يعطيك النّاس.

{وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}: وهو ضمير فصل يفيد التّوكيد، خير الرازقين: خير وأفضل الرازقين.

هذا من فضل الله وكرمه أنّه أعطى بعض عباده صفة الرّزق رغم أنّه سبحانه هو وحده الرّزاق الحقيقي، ويرزق من يشاء بغير حساب، والرّزق لا يقتصر على المال والمتاع، وإنّما على العلم والصّحة أي: العافية والذّرية الصّالحة والأخلاق وغيرها.

وكونهم رازقين هي صفة زائلة عنهم تنتهي عند موتهم، ويبقى الله الحيُّ القيوم هو الرّزاق الدائم.