في الآية السّابقة قال تعالى: وأسروا النّجوى الّذين ظلموا وظنّوا أنّ الله لا يعلم بحالهم.
{قَالَ رَبِّى يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِى السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}: فقل لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-: إنّ ربي يعلم القول في السّماء والأرض؛ أيْ: يعلم ما يقال في السّماء والأرض ولا تخفى عليه خافية في السّماء ولا في الأرض.
{وَهُوَ}: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
{السَّمِيعُ}: يسمع كلّ ما يقال في السّماء والأرض سواء أكان القول جهراً، أم سراً، أم نجوى.
{الْعَلِيمُ}: ويعلم ما يحدث في السّماء والأرض من قول وفعل. وعليم: صيغة مبالغة؛ أي: كثير العلم.
وإذا قارنا هذه الآية (٤) من سورة الأنبياء: {قَالَ رَبِّى يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِى السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، مع الآية (٦) من سورة الفرقان: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السِّرَّ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.
في سورة الأنبياء قال تعالى: يعلم القول في السّماء والأرض، وفي سورة الفرقان قال تعالى: يعلم السّر في السّموات والأرض:
أوّلاً: القول أوسع من السّر؛ لأنّ القول قد يكون سراً أو جهراً، فالسّر جزء من القول، والسّماء أوسع من السّموات.
فنرى أنّ الله سبحانه جاء بالأوسع مع الأوسع حجماً، وجاء بالأدنى مع الأدنى حجماً، فجاء بالقول (أوسع من السّر) والسّماء (أوسع من السّموات والأرض) معاً، وجاء بالسرّ مع (مُصاحباً) السّموات.