{تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ}: أي: تبدل الأرض الحالية، الأرض الّتي خلقها الله سبحانه منذ حوالي (١٣-١٤ مليار سنة) بأرض جديدة هي أرض المحشر، التي هي أكبر بكثير من الأرض الحالية، وتضم الأرض الجديدة الأرض الحالية، وسوف نبعث من الأرض الجديدة، كما ورد ذلك في هذه الآية وفي الصّحيحين، وهذا التّبديل قد يكون تبديل كلّي كامل، وهو الذّهاب بالشّيء واستبداله بآخر، أو تبديل جزئي تبديل في مكوناتها من الجبال والبحار والأودية؛ أي: تزول جبالها وأوديتها؛ فلا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً، أو تبديل في بعض صفاتها، والله أعلم.
{وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}: البروز: هو الظّهور، والمواجهة بعد الخروج من القبور، وعبر عن البروز بالماضي بدلاً من المستقبل أو الحاضر؛ للدلالة على تحقق الوقوع؛ فكأن البروز حدث ووقع؛ لأن الله سبحانه خالق الزمان والمكان.
{الْوَاحِدِ}: اسم من أسماء الله الحسنى ويعني: لا شريك له، لا يتجزأ، لم يلد، ولم يولد، الواحد في ذاته، وصفاته، وأفعاله، وقد ذكر هذا الاسم في (٢١) موضعاً في القرآن. ارجع إلى سورة الصافات آية (٤) للبيان المفصل والفرق بين أحد وواحد.
{الْقَهَّارِ}: اسم من أسماء الله الحسنى مشتق من صلة القهر: وهي الغلبة والقدرة، أو القادر على قهر كل شيء، والقهار: صيغة مبالغة من القهر، واسم الفاعل هو القاهر الدال على التجدد، والقهار: تدل على الثبوت والمبالغة في القهر بكل أنواعه وأحجامه، فقد دانت له الخلائق، وعنت له الوجوه، وقهر كلّ شيء، وتواضعت لعظمته وكبريائه الجبابرة، وبالموت والحساب.