{بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم}: من بعد هؤلاء الرّسل. انظر إلى الآية السّابقة.
{إِلَى فِرْعَوْنَ}: ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٠٣) للبيان.
{مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِيهِ}: الملأ: هو أشراف القوم، ورؤساؤهم، وسموا بالملأ؛ لأنّهم الّذين يملؤون عيون النّاس؛ أيْ: لا ترى العيون غيرهم دائماً على التلفزيون، والإذاعة، أو ممثلين للقوم في مجلس النّواب، أو الشّعب، رؤساء العشائر، والقبائل.
{بِآيَاتِنَا}: بالمعجزات الدّالة على نبوَّة موسى، وهارون، وصدق رسالتهم، والدّالة على عظمة الله، ووحدانيته، ومنها: العصا، واليد، ومنها: الجدب، والطّوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدّم…
{فَاسْتَكْبَرُوا}: الفاء: تدل على التّوكيد، والتّرتيب، والتّعقيب. استكبروا بغير حق؛ استكبروا أن يؤمنوا بالله، ويصدقوا بموسى، وبالغوا في الاستكبار؛ السين والتاء: تدل على المبالغة. ارجع إلى سورة البقرة آية (٨٧) لمزيد من البيان.
{وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}: كافرين، ومشركين ومجرمين: بالقتل، وسفك الدّماء، واستحياء النّساء. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٥)، وسورة الجاثية آية (٣١) لبيان معنى المجرمين.
في هذه الآية (٧٥) من سورة يونس: نرى أنّه سبحانه أخر ذكر الآيات فقال: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِيهِ بِآيَاتِنَا}، بينما في الآية (١٠٣) من سورة الأعراف: قدَّم كلمة آياتنا؛ فقال:{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِيهِ}، وتعليل ذلك: في سورة يونس لم يذكر أيَّ شيء عن الآيات، ونوعها، ما هي، فلم تكن هي موضع الاهتمام، بينما في سورة الأعراف: قدَّم ذكر الآيات؛ لأنّ السّياق كان الاهتمام بالآيات؛ لدعوة فرعون، وملئه إلى الإيمان.