سورة البقرة [٢: ٧٦]
{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}:
{وَإِذَا}: ظرفية زمانية للمستقبل، شرطية؛ تفيد حتمية الحدوث، وتفيد الكثرة.
{لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا}:
{لَقُوا}: الضمير؛ يعود على نفر من اليهود، أو منافقي اليهود، إذا لقوا الّذين آمنوا من المسلمين، قالوا: آمنا؛ فهم من الّذين قالوا: آمنا بألسنتهم، ولم تؤمن قلوبهم.
{وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ}: إذا خلا بعضهم إلى بعض: أي: انفرد، أو رجع إليه، أو مضى إليه، وتعني: خلا الّذين لم ينافقوا بالمنافقين.
{قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ}: الهمزة للاستفهام، والتوبيخ: أتخبروهم.
{بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ}: الفتح؛ يعني: الحكم والقضاء. ويعني: الكشف، ويعني التوفيق والتيسير.
أي: أتخبروهم بما حكم الله عليكم، أو قضى الله لكم، أو علمكم الله في التّوراة أنّ محمداً حق… وأنه يجب الإيمان به ونصرته، أو تخبروا المؤمنين من المسلمين بما بيَّن الله لكم في التّوراة وفتح عليكم؛ (أي: أعلمكم)، أو أنزل عليكم في التّوراة في صفة محمّد.
{لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ}: اللام لام التعليل والتوكيد.
والمحاجة: تعني: إظهار الحجة أو الدليل.
أي: لا تخبروهم بأسراركم، وبما أخبر الله في التّوراة في صفة محمّد فتكون عليكم حُجة يوم القيامة عند ربكم.
{أَفَلَا تَعْقِلُونَ}: ارجع إلى الآية (٤٤) لمزيد من البيان.
أفلا تفهمون، وتتفكرون، وتتدبرون: أنّ حديثكم مع المؤمنين سيكون عليكم حُجةً ودماراً.