للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة المائدة [٥: ٩]

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}:

{وَعَدَ اللَّهُ}: الوعد غالباً يأتي في سياق الخير، والوعيد: في سياق الشر دائماً.

{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: قرن الإيمان بالعمل الصالح، فلا بُدَّ منهما، كلاهما معاً، فلا يقبل إيمان من دون عمل صالح، ولا عمل صالح من دون إيمان.

{لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ}: لهم: اللام لام الاختصاص, المغفرة تعني: التجاوز عن الذنب, وإسقاط العقاب, والأجر العظيم أو الثواب هو الفوز بالجنة والنجاة من النار.

لنقارن هذه الآية من سورة المائدة، وهي: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}، مع الآية (٢٩) من سورة الفتح: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}:

الآية (٩) من سورة المائدة: تتحدث عن المؤمنين عامة، ولذلك قال: {لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}، بينما آية سورة الفتح: تتحدث عن الصحابة رضي الله عنهم، والذين كانوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية (في بيعة الرضوان)، ولذلك قال: {مِّنْهُمْ}؛ أي منهم (خاصَّة بأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المخلصين)؛ لأن من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من لم يكن حاضراً الصلح، ومنهم منافقين أيضاً؛ فلذلك قال: {مِّنْهُمْ}: تميزاً، وتفضيلاً، ونصاً.