للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الجاثية [٤٥: ٩]

{وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْـئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}:

{عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْـئًا}: أيْ: إذا بلغه شيئاً من آياتنا عن طريق الآخرين، أيْ: لم تُتْلَ عليه مباشرة، وإنما سمع تلك الآيات من أناس آخرين.

{اتَّخَذَهَا هُزُوًا}: أخذ يستهزئ بها أيْ: يستخف بها ويعيب عليها ويحط من شأنها، ولم يقل: اتخذه هزواً الهاء تعود على العلم، وإنما اتخذها: أيْ: لم يقتصر استهزاؤه بما سمع، بل راح يستهزئ بكل الآيات الّتي سمعها والتي علم بها. والاستهزاء: قد يكون بالأشخاص أيضاً، أو بغير الأشخاص كالاستهزاء بالآيات، والاستهزاء عام أعم من السخرية؛ لأن السخرية خاصة بالأشخاص.

كما فعل أبو جهل حين نزلت آية {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان: ٤٣-٤٤] دعا بتمر وزُبد وقال: تزقموا فما يعدكم محمّد إلا هذا.

{أُولَئِكَ}: اسم إشارة للبعد يفيد التّحقير، وتشير إلى الأفَّاكين.

{لَهُمْ}: اللام لام الاستحقاق (الاختصاص).

{عَذَابٌ مُّهِينٌ}: هو العذاب الأليم مع الإهانة، عذاب على مرأى النّاس وفيه إذلال وتصغير.