{عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْـئًا}: أيْ: إذا بلغه شيئاً من آياتنا عن طريق الآخرين، أيْ: لم تُتْلَ عليه مباشرة، وإنما سمع تلك الآيات من أناس آخرين.
{اتَّخَذَهَا هُزُوًا}: أخذ يستهزئ بها أيْ: يستخف بها ويعيب عليها ويحط من شأنها، ولم يقل: اتخذه هزواً الهاء تعود على العلم، وإنما اتخذها: أيْ: لم يقتصر استهزاؤه بما سمع، بل راح يستهزئ بكل الآيات الّتي سمعها والتي علم بها. والاستهزاء: قد يكون بالأشخاص أيضاً، أو بغير الأشخاص كالاستهزاء بالآيات، والاستهزاء عام أعم من السخرية؛ لأن السخرية خاصة بالأشخاص.
كما فعل أبو جهل حين نزلت آية {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ}[الدخان: ٤٣-٤٤] دعا بتمر وزُبد وقال: تزقموا فما يعدكم محمّد إلا هذا.
{أُولَئِكَ}: اسم إشارة للبعد يفيد التّحقير، وتشير إلى الأفَّاكين.
{لَهُمْ}: اللام لام الاستحقاق (الاختصاص).
{عَذَابٌ مُّهِينٌ}: هو العذاب الأليم مع الإهانة، عذاب على مرأى النّاس وفيه إذلال وتصغير.