{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التعظيم، أي: الله ربكم الذي:
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}: في ستة أيام. ارجع إلى سورة الأنبياء آية (٣٠)، وسورة الأعراف آية (٥٤)، وسورة البقرة آية (٢٢، ٢٩) للبيان، وسورة فصلت آية (١٠-١٢).
{وَمَا بَيْنَهُمَا}: حيث اختلط الغلاف الغازي للأرض بمكونات السّماء، ولذلك لم يَصِرْ هذا الغلاف الغازي من الأرض بالكامل، وليس من السّماء بالكامل وظل طبقة فاصلة بين السّماء والأرض.
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: ثم تفيد التباين بالمرتبة بين الاستواء على العرش وخلق السّموات والأرض، فالاستواء على العرش أكبر وأعظم من خلق السّموات والأرض.
استوى على العرش ارجع إلى الآية (٣) من سورة يونس، وسورة هود آية (٧) للبيان.
{الرَّحْمَنُ}: من الرّحمة الّتي هي السمة والصفة العامة الّتي تمثل كثيراً من صفاته أو ينطوي فيها كثير من صفاته؛ لأنّه سبحانه كله رحمة، وشريعته رحمة، ونعمه رحمة، وقرآنه رحمة، وكل ما يفعله سبحانه رحمة، وعمّت رحمته العالمين. فهو الرحمن الرحيم. ارجع إلى سورة الحمد آية (٣) للبيان.
{فَسْـئَلْ بِهِ خَبِيرًا}: أيْ: إذا أردت أن تسأل عن خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، والاستواء على العرش، فلا تسأل إلا الله (الرحمن) لأنّه وحده هو يعلم كيف خلق السّموات والأرض، ولم يُطلع على ذلك أحداً سبحانه، كقوله تعالى:{مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الكهف: ٥١].
أو إذا كان يهمك معرفة خلق السّموات والأرض وما بينهما والاستواء على العرش، فاسأل به خبيراً، أيْ: من هو خبير بذاته عالم بقدرته وعظمته، أيْ: لا يعلم الله إلا الله سبحانه وتعالى، وقد تعود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو تعود على أولي العلم أو تعود على علماء الكون والفضاء، أو أيِّ خبير، كلٌّ في اختصاصه، سواء كانت علوم الدِّين أو علوم الدّنيا.