{فَلَا أُقْسِمُ}: ارجع إلى سورة القيامة الآية (١).
{بِالْخُنَّسِ}: الخنس أو الخنوس يعني: الاختفاء الكامل؛ أي: لا تُرى بالكامل وعدم عودة ظهورها مرة أخرى وتسمى الثّقوب السّوداء، أكبر من الشّمس بعشرين مرة، ولها صفات مميزة بالإضافة إلى الخنس: وهو الاختفاء كاملاً.
{الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}: الجوار: أي التي تجري بسرعات كبيرة ثانياً، والكنس: أي التي لها وظيفة الكنس ثالثاً.
{الْجَوَارِ}: جمع جارية تجري في أفلاكها، وتجري بسرعة هائلة تقدر بـ (٣٠ مليون كم/ بالساعة).
{الْكُنَّسِ}: تكنس وتنظّف السّموات والكواكب والمجرات والفضاء والكون بجاذبيتها التي تشبه وظيفة المكنسة الكهربائية، وسمّيت بالثّقوب السوداء؛ لقدرتها على امتصاص وابتلاع بقايا التّفاعلات الكونية والكواكب والغازات السّامة والضّارة والطّاقة، أو المواد العاطلة، أو الناجمة عن التفاعلات الكونية، وهذه الثّقوب السّوداء تمثل المرحلة الأخيرة في دورة النّجوم الحياتية كمرحلة الشّيخوخة عند الإنسان، ثم تنفجر وتعود إلى دخان كما بدأت من دخان، كما يموت الإنسان ويتحول إلى تراب كما خلق من تراب.
والخلاصة: يقسم الله سبحانه بالخنّس الجوار الكنّس بهذه النجوم العملاقة المختفية اختفاءً كاملاً، والتي تجري بسرعات هائلة في مداراتها لتكنس صفحة السماء، وعندما تصل إلى كثافة شديدة تنفجر وتتحول إلى دخان، فهي آية من الآيات الكبرى الدالة على عظمة الخالق وقدرته، وأن القرآن الكريم هو تنزيل من رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- ليكون من المنذرين..