{ذَلِكَ}: ذا اسم إشارة واللام للبعد، ويشير إلى العذاب (ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم).
{بِأَنَّهُ كَانَتْ تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}: بأنَّه: الباء باء السببية؛ أي: ذلك العذاب الأليم سببه: بأنّه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات (بالحجج والبراهين والمعجزات والآيات) الدالة على وجوب الإيمان وتوحيد الله، ولم يقل بأنهم؛ كما في الآية (٢٢) في سورة غافر وهي قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}؛ بأنه: تفيد تعظيم الأمر: وهو الكفر والشمول سواء صدر منهم أو من غيرهم. ولو قال بأنهم، لكان خاصاً بهم؛ أي:(أنه) تعني العموم، (أنهم) تفيد الخصوص.
{فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا}: أبشرٌ: الهمزة همزة استفهام إنكاري وتعجب (أبشر يهدوننا): أنكروا أن يكون الرسل بشراً.
{فَكَفَرُوا}: الفاء للترتيب والتعقيب بالرّسل، لم يصدّقوا رسلهم وأنكروا عليهم رسائلهم.
{وَتَوَلَّوْا}: ابتعدوا عن الرّسل وأعرضوا عن الإيمان والتدبّر في البينات.
{وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ}: عنهم وعن إيمانهم وطاعتهم، ولم يجبرهم على الإيمان قسراً، بل أهلكهم وقطع دابرهم.
{وَاللَّهُ غَنِىٌّ}: غني عن عباده وغني عن عبادتهم وعمَّا في السموات وما في الأرض، ومن غناه يرزق من يشاء بغير حساب، وغني يرزق المطيع والعاصي والبارَّ والفاجر.
{حَمِيدٌ}: محمود في الأرض والسّماء بما أنعم على خلقه، حميد لنعمه وفضله وإحسانه وكرمه، حمداً دائماً لا ينقطع؛ وهو الحميد منذ الأزل له الحمد على ذاته وأفعاله وتدبيره ورحمته، ارجع إلى سورة الحديد آية (٢٤) للبيان.