{لَعَلِّى}: قد تكون للترجي، أو للتعليل، وهو الأرجح، ولعلي تعني هو غير جازم أو متأكِّد بعد، ولم يقل: سأعمل صالحاً، وقد جاء جواب ذلك:{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}[الأنعام: ٢٨].
{أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}: من الأعمال الصّالحة أو فيما ضيعت من عمري من صلاة وزكاة وحج، وغيرها من ذكر وتلاوة القرآن.
{كَلَّا}: كلمة ردع وزجر عن حصول ما يطلب، أيْ: لا رجوع ولا عودة وإنكار واستبعاد حدوث ذلك.
{إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا}: أيْ: كلمة قائلها لا فائدة منها وهي ارجعون، ولا قيمة لها، مجرد لغو. والكلمة تقسم في القواعد إلى اسم، وفعل، وحرف، وتطلق على العبارة مؤلفة من عدة كلمات، أو على الموضوع المؤلف من عدة جمل أو عبارات.
{وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ}: البرزخ: لغة هو الحاجز أو الحجاب بين شيئين أو الحائل؛ أي: لا رجعة إلى الدّنيا إنما فقط إلى الآخرة ومن ورائهم؛ أي: من أمامهم برزخ كما قال تعالى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}[الكهف: ٧٩]، حياة البرزخ الفاصلة بين الحياة الدّنيا وحياة الآخرة، وتستمر إلى يوم يبعثون يوم القيامة، أيْ: لا رجوع إلى الدّنيا وليس أمامهم إلا البرزخ إلى (حرف يستعمل لكلّ الغايات). إلى يوم يبعثون، وكلمة كلا فيها إبلاس شديد من الرّجوع إلى الحياة الدّنيا.