الّذين آمنوا، وهاجروا، وجاهدوا في سبيل الله؛ يبشرهم ربهم برحمة منه.
{يُبَشِّرُهُمْ}: من البشارة؛ يخبرهم ربهم بخبر سار. ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة؛ لبيان معنى البشارة.
{بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ}: الباء: للإلصاق، والاهتمام، والرّحمة: هنا تعني النّجاة من النّار، والفوز بالجنة، وهي أكبر رحمة.
{مِّنْهُ}: تعني: رحمة عامة، ولم يقل من لدنه؛ فهذا يدل على رحمة خاصَّة، والرحمة تعريفها: تعني جلب ما يسر، ودفع ما يضر.
{وَرِضْوَانٍ}: من الرّضا: وهو سرور واطمئنان القلب إلى أمر فيه نفع، صيغة مبالغة، على وزن فعلان؛ أيْ: كثير الرّضا، ورضوان مشتقة من رضا الله عن العبد، وهو أكبر من الجنة، وما فيها، وهو أفضل الجزاء.
فالجنّة: هي الجزاء المادي، ورضوان الله هو الجزاء الرّوحي المعنوي، ومن ثمراته الزّيادة، وهي رؤية الله -جل وعلا- ؛ لقوله تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس: ٢٦].