للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة آل عمران [٣: ١٤١]

{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}:

{وَلِيُمَحِّصَ}: الواو: عاطفة، واللام: للتوكيد.

{وَلِيُمَحِّصَ}: يمحص: مشتقة من المحص، يقال: محص الذهب: أي: أزال عنه ما يشوبه من الخَبث، والعناصر غير المرغوب بها؛ أي: طهره ويكون ذلك باستعمال النار.

{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}: أي: يطهرهم كما يُطهر الذهب، ويخلصهم من ذنوبهم، وذلك بالابتلاء، والاختبار، كما حدث في يوم أُحد، أو بالجهاد، أو غيره.

{وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}: المحق: هو النقص، ومحو الشيء، ويكون ذلك شيئاً فشيئاً؛ حتى يفنى، ويزول؛ أي: يستأصل الكافرين بالقتل وغيرها فينقص عددهم

إذن مداولة الأيام: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}: للتمحيص والاختبار والتطهير من الذنوب، والتصفية للمؤمنين، وفي نفس الوقت هو استئصال للكافرين، ومحو لآثارهم.

وأضيفت اللام في ليمحص، ولم تضف إلى كلمة يمحق؛ لأن المهم والتأكيد هو التمحيص في عملية المداولة، وأما محق الكافرين فليس له نفس أهمية التمحيص.