سورة الأعراف [٧: ١٣٣]
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}:
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ}: الفاء: للتعقيب والمباشرة؛ أرسلنا على قوم فرعون؛ أي: استجاب الله لدعاء موسى عليهم، وأرسلنا: نون الجمع أو العظمة للدلالة على عظم وهول هذه الآيات، وعليهم: تدل على الشدة والمشقة؛ أي: تمكن هذه الأمراض منهم.
{الطُّوفَانَ}: المطر الشديد؛ المسبب للغرق، المدمر لمساكنهم، وزروعهم. ارجع إلى سورة العنكبوت، آية (١٤).
{وَالْجَرَادَ}: أرسله الله؛ لإتلاف الزرع، والثمرات.
{وَالْقُمَّلَ}: حشرات صغيرة؛ مثل: حشرة السوس؛ تؤذي الزرع، أو الحنطة، وقيل: أولاد الجراد، قبل أن تنبت الأجنحة، والمهم: هو ليس قمل الرأس المعروف.
{وَالضَّفَادِعَ}: بأعداد كبيرة، تلقي أنفسها في الطعام، أو القدور؛ فتفسد الطعام، وتشمئز منها النفوس.
{وَالدَّمَ}: كان يُرى في الماء العذب، ويرون الدم في الأنهار، حتى إن ماء نهر النيل؛ اختلط بالدم، وقيل: هو الرعاف.
{آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ}: مفصلات: تعني: لا توجد آية مع آية أخرى في زمن واحد، بل بين الآية والآية فاصل زمني، أو مشتقة من نفصل الآيات؛ أيْ: مبينات، ظاهرات، أنها من آيات الله سبحانه، وفيها عبر ومواعظ.
{آيَاتٍ}: وهي الآيات التسعة، وهي: العصا، واليد، والأخذ بالسنين، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.
وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: مكث موسى في آل فرعون بعدما غلب السحرة (٢٠ سنة) يريهم الآيات (المعجزات).
{فَاسْتَكْبَرُوا}: عن الإيمان بالله، والتصديق بموسى -عليه السلام- . ارجع إلى سورة البقرة آية (٨٧) لمزيد من البيان.
{وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}: أيْ: مستمرين على ارتكاب الذنوب القبيحة، والشرك، والكفر، والعصيان. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٥) لبيان معنى المجرمين.