{جَاءُوهَا}: أيْ: أعداء الله وصلوا إلى النار بصعوبة ومشقة. المجيء فيه معنى الصعوبة والمشقة بعكس الإتيان يكون فيه معنى السهولة.
{شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ}: أيْ: تشهد عليهم حواسهم تشهد على أصحابها. ولماذا خص الجلود عن بقية الحواس، وليست الأيدي والأرجل أو غيرها؟ لأن الجلود هي التي ذكرت من بين الأعضاء، أما الأطراف التي ستعذب كما قال تعالى في سورة النساء آية (٥٦): {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا}.
{بِمَا}: الباء للإلصاق، ما: بمعنى الذي، ولكنها أعم وأشمل.
{كَانُوا}: في الدنيا.
{يَعْمَلُونَ}: العمل يشمل القول والفعل، أيْ: ما كانوا يقولون ويفعلون. ولا ننسى أن هناك شهوداً آخرين؛ الملائكة والأيدي والأرجل والألسن والأرض والسماء كقوله تعالى:{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[يس: ٦٥]، وكقوله تعالى:{يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النور: ٢٤].