للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الإسراء [١٧: ١٣]

{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا}:

{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ}: هنا يذكر مبدأ المسؤولية الفردية؛ فبما أن كل إنسان مخير في عمله؛ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره، وكل إنسان ألزمناه عمله في عنقه.

العمل شبه بالطائر؛ أي: طائره بمعنى: عمله؛ فقد كانت العرب في الماضي إذا أراد أحدهم أن يقوم بعمل ما يأتي بطائر، ثم يطلقه؛ فإن طار عن يساره يتشاءم، ولا يقوم بذلك العمل، وإن طار عن يمينه يتفاءل به، ويقوم به.

وبعد ذلك يلوم الطائر على عمله، ويتهمه.

وأما بالنسبة للعنق: كانت العرب تعبر عن تلازم الشّيء بالشّيء بما يوضع في العنق؛ تقول: هذه أمانة في عنقك، كما تلازم القلادة العنق، هكذا يكون عملك ملازماً لك.

{وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا}: سجل أعماله، ويقول: ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة، ولا كبيرة إلا أحصاها؟! ووجدوا ما عملوا حاضراً؛ يخرج له كتابه يوم القيامة كي يراه، ويقرأه، ونخرج: نون الجمع للتعظيم، أو الملائكة يخرجون له كتابه.

{يَلْقَاهُ مَنْشُورًا}: مفتوحاً معداً للقراءة قبل وصول صاحبه إليه ليقرأه.