للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الصافات [٣٧: ١١]

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِنْ طِينٍ لَّازِبٍ}:

{فَاسْتَفْتِهِمْ}: الفاء للتوكيد، استفتهم: الألف والسّين والتّاء للطلب أيْ: سلهم واطلب منهم الفتوى، أيْ: يُفتوا لك أو يجيبوا هم بأنفسهم ويقروا والإقرار سيد الأدلة، اسأل هؤلاء الكفار المنكرين للبعث أهم أشد خلقاً.

{أَهُمْ}: الهمزة للاستفهام ويحمل معنى التّوبيخ والتّقرير.

{أَشَدُّ خَلْقًا}: أعظم خلقاً.

{أَمْ مَّنْ خَلَقْنَا}: أي: السّموات والأرض لقوله: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر: ٥٧].

{إِنَّا}: للتعظيم تدل على القدرة والعلم والحكمة.

{خَلَقْنَاهُم مِنْ طِينٍ لَّازِبٍ}: طين لازب: تراب + ماء، طين لين، لازب أيْ: يلتصق باليد والطّين اللازب غير موصوف بالصّلابة والقوة كالإسمنت أو الحديد، فهو يدل على الضّعف البنية مقارنة بخلق السّموات والأرض فالإنسان يتغذى من النّباتات الّتي تتغذَّى من تربة الأرض أو يأكل لحم الحيوانات وألبانها، وهي تتغذَّى من النّباتات وكل الخضار والفواكه مستمدة من الأرض أو عناصر أو معادن الأرض كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: ١٢]، وكما قال تعالى: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِنْ طِينٍ} [السجدة: ٧]، وقد وجد أن جسم الإنسان يتركَّب من أكثر (١٧) عنصراً أو معدناً من العناصر أو المعادن الّتي تتركَّب منها تربة الأرض، وإذا عرف الإنسان أصله من تراب أو من ماء مهين عليه أن يتواضع ولا يتكبر.