للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الطور [٥٢: ٣٠]

{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}:

{أَمْ}: الهمزة للاستفهام الإنكاري، أم منقطعة للإضراب الانتقالي، وردت أم في هذه السّورة خمس عشرة مرة.

{يَقُولُونَ}: ولم يقل: قالوا، بصيغة المضارع لتدل على تجدُّد قولهم وتكراره، وأنّه لم يتوقَّف. وتدل على بشاعته، وكأنّه يحدث الآن (حكاية الحال).

{شَاعِرٌ}: أيْ: ما جاء به هو شعر وليس وحياً من الله.

والشعر: هو الكلام الموزون المقفَّى، الموزون بأشكال وأبنية موسيقية بالغة الضّبط تعرف ببحور الشّعر والمقفَّى في أشكال من التّوافق الموسيقي الدّقيق أبدعها أهل العربية منذ عصر قبل الإسلام واستخلصها وبينها الخليل بن أحمد الفراهيدي (١٠٠-١٦٠ هـ) فيما عرف باسم علم عروض القافية أو أوزان الشّعر.

{نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}: التّربص هو طول الانتظار وبحذر ويقظة ومراقبة المتربص في كلّ حركة مع الصبر وتشوق لما يحدث، ريب: أحداث، المنون، والريب؛ أي: النزول من راب عليه الدهر؛ أي: نزل به الهلاك، والمنون: قيل: الموت، وقيل: الدهر من المن؛ أي: القطع؛ لأنه يقطع أعمار الناس؛ أي: تتربص به حوادث الدهر التي تؤدي به إلى الموت، أيْ: ننتظر هلاكه كما هلك غيره فيمضي أمره وما جاء به من شعر.