{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِى اللَّهِ}: قال قتادة في مناسبة هذه الآية: إنّ هناك جماعة من اليهود والنّصارى كانوا يقولون للمؤمنين: نبينا خير من نبيكم وكتابنا خير من كتابكم ونحن خير منكم! ليصدوا النّاس عن الدّخول في دين الله، يحاجّون: من الحِجاج هو: إظهار حجة كلّ طرف ومقابلتها بحجة الطّرف الآخر، ويحاجّون: تدل على التّجدد والتّكرار والاستمرار، في الله: في دين الله أو آيات الله أو ذات الله تعالى، يشككون النّاس بالإسلام أو بالدّين أو بآيات الله؛ لعلهم يردّونهم كفاراً كما قال الله تعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا}[البقرة: ١٠٩].
{مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ}: له: تعود إلى دين الله أو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: من بعد ما استجاب النّاس لدين الله ودخلوا فيه أفواجاً، أو استجاب الله لرسوله بنصره على أعدائه وإظهار دينه. راح بعض اليهود والنصارى يحاجون بعض المؤمنين.
{حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}: حجتهم باطلة زائلة، داحضة مشتقة من: ادحاض القدم، والدّحض هو الطّين الأملس الّذي يؤدي إلى زلق القدم عن موضعها، فالّذين يحاجّون في الله ويريدون أن يبطلوا الحق بحجاجهم؛ أي: يزيلوا الحق بالباطل ويأبى الله تعالى ذلك.
{وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ}: طردٌ من رحمة الله وإبعادٌ عنها.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}: لهم: اللام لام الاستحقاق والاختصاص، عذاب شديد في الدّنيا والآخرة.