للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يونس [١٠: ٥٣]

{وَيَسْتَنبِـئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِى وَرَبِّى إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}:

{وَيَسْتَنبِـئُونَكَ}: يطلبون أن تخبرهم؛ من استنبأه؛ أيْ: طلب أن ينبئه؛ أيْ: يسألونك، ويبدو أنهم عادوا مرة أخرى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليسألوه سؤالاً جديداً بدلاً من: متى هذا الوعد، أحق هو.

{أَحَقٌّ}: الهمزة: همزة استفهام إنكاري؛ أيْ: أصحيح هذا العذاب، أو الحساب، أو البعث، وفيه معنى الاستهزاء.

{هُوَ}: قد تعود على البعث، والحساب، أو العذاب، أو القيامة.

قل لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-:

{إِى}: إي: بالكسر، والسّكون، وإي: حرف جواب بمعنى: نعم؛ تفيد تصديق المخبر، ولإعلام المستخبر، وتقع قبل القسم.

{وَرَبِّى إِنَّهُ لَحَقٌّ}: الواو: واو القسم؛ أيْ: نعم، وأقسم بربي إنه لحقٌّ، والقسم هنا: يفيد التّوكيد.

{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}: الواو: عاطفة، ما: النّافية.

{أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}: الباء: للإلصاق، والتّأكيد. معجزين: بفائتين من العذاب، أو نحن غير قادرين عليكم، ما أنتم بمعجزين؛ لا في أيِّ مكان، ولا في أيِّ زمان، ولا تعجزون في أيِّ شيء مهما كان.

ومن الجدير بالذّكر: أنّ الله سبحانه أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- بأن يقسم بربه في ثلاث آيات في القرآن:

هذه الآية (٥٣) من سورة يونس: {وَيَسْتَنبِـئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِى وَرَبِّى إِنَّهُ لَحَقٌّ}.

والآية (٣) من سورة سبأ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ}.

والآية (٧) من سورة التّغابن: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّى لَتُبْعَثُنَّ}.

وإذا نظرنا في سياق هذه الآيات نجدها كلَّها تؤكِّد قيام السّاعة، والبعث، والعذاب، أو الجزاء.