{الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}: الإخوة إما تكون مبنية على النّسب والدّم، وإمّا تكون مبنية على الإيمان والعقيدة والدّين؛ أي: إخوة الدين والإيمان، فأخوّة الدّين والعقيدة أقوى وأدوم من أخوّة النّسب والدّم.
وتعني: إنما المؤمنون كالإخوة في التّراحم والدّين أو الدّم والنّسب.
{فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}: إذا تنازعا أو اختصما.
{أَخَوَيْكُمْ}: خصّ الاثنين بالذّكر؛ لأنّهما أقل ما يقع بينهما الشّقاق.
{فَأَصْلِحُوا}: بالجمع؛ لأن الكل مسؤول عن الاشتراك في الصّلح بين الاثنين؛ لأنّ صلاح الجماعة أو القوم مبنيٌّ على صلاح الفرد، ولم يقل فأصلحا بينهما، وتخاصم الاثنين قد يجرّ إلى اتّساع رقعة الخصام لتشمل العائلة والقبيلة والطّائفة.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ}: أطيعوا أوامر الله تعالى وتجنّبوا نواهيه وخافوا غضبه وسخطه وناره.
{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}: لعل للتعليل، ترحمون: إذا قدّمتم الأسباب مع تقواكم. ارجع إلى سورة الإسراء آية (٨) للفرق بين لعلكم ترحمون ولترحموا وعسى ربكم أن يرحمكم.
وهل هناك فرق بين إخوة وإخوان:
كلمة أخ جمعها: إخوة وإخوان، فمن الناحية اللغوية قيل: لا فرق بينهما، أما في المعنى يبدو أن كلمة إخوة غالباً تستعمل في سياق النسب (الولادة) أو الدين أخوة في الدين. أما كلمة إخوان: تطلق على الأصدقاء أو قوم يجمعهم مبدأ واحد، وقيل: إن الكلمتين مترادفتان في المعنى، وقيل: إن كلمة إخوان: أعم وأشمل من إخوة، فتشمل الولادة والدين والصداقة معاً.